الميدان الرياضي : زلام في الملعب !!
التاريخ : 2021-04-14

زلام في الملعب !!

الميدان-خاص 

ربيع العدوان

 

حقيقة لا يمكن إغفالها بأن الفوارق قد تبدو كبيرة على الورق بين الوحدات وباقي الفرق في مجموعته بدوري الأبطال، وحتى الميزانيات التي تخصصها الفرق الثلاث وقوة البطولات المحلية ونوعية اللاعبين ونوعية التدريبات المختلفة بكل تأكيد، ولكن ..

هنالك الكثير من التفرعات من كلمة ولكن، ولربما أبرزها أن لا فريقاً أردنياً أو منتخباً حقق إنجازاً كروياً في يوم من الأيام وكان مرشحاً فوق العادة خلال تلك المشاركة، دائماً نشتكي نقص الإمكانات والفوارق المادية والفنية بين فرقنا والفرق الأخرى، وكان التشاؤم من كل بطولة ومشاركة هو العنوان الأبرز.

في كرة القدم تذوب الفوارق والمتغيرات، فهي لعبة الروح والقلب قبل الجسد، الوحدات بلا ضغوط، فالمنطق يقول أن المشاركة المشرفة تكفي، كما أن غياب الجماهير هي سلاح أيضاً بيد الوحدات، وسبق للوحدات أن خرج بنتيجة طيبة أمام النصر، كما أن العالمي لا يسير بالصورة المطلوبة في الدوري المحلي، ولذلك فإن العزيمة والروح الانتصارية هي السبيل، لتذليل الفجوة المالية بين الأخضر والأصفر الذي يمتلك محترف بقيمة 5 مليون.

لحسن حظي شهدت الكثير من المشاركات الأردنية المتميزة ولحظات صنعها النشامى بعزيمة الأبطال، واليوم فالوحدات يمثل الأردن في محفل هام، سيكون له وقع كبير على الكرة الأردنية من النواحي الفنية والاقتصادية والتسويقية، ولذا فمن الواجب دعم ممثل الكرة الأردنية في دوري أبطال آسيا كأول فريق أردني في هذه البطولة، وهو نفس الدعم الذي يجب أن يكون للفيصلي والسلط في مهمتهما بكأس الاتحاد الآسيوي وفي كل مشاركة أردنية سواء بكرة القدم أو لا، فلحظات النصر جميلة، وكلنا يذكر لحظة عزف السلام الملكي في البرازيل تتويجاً بذهبية الأولمبياد.

وللأمانة فإني أتفاءل "بتشاؤومنا" رياضياً، فهو لطالما انعكس بصورة إيجابية، وعلى العكس تماماً فإن تفاؤلنا ينعكس تشاؤم وكثير من المناسبات شاهدة على هذا، ولطالما كان القلق يسيطر إذا ما بدأنا بإنتاج الأغاني وكتابة العناوين الرنانة.

خلال مشاركة المنتخب الوطني في النسخة الأخيرة من كأس آسيا، كان الجميع ينتظر وداع مبكر وبنتائج قاسية أمام أستراليا وسوريا وحتى فلسطين، ولكني أذكر كيف قفزت من على مقعدي بمنصة الصحفيين في ستاد هزاع بن زايد في مدينة العين، وكيف كان صراخي والزملاء في ملعب القطارة بعد مباراة سوريا، وكيف كانت ردود الفعل بين رجال الإعلام والجماهير والجميع في الإمارات بعد ذلك وكيف ارتفعت الأسهم واختلفت النظرة للمنتخب من فريق قادم في رحلة مؤقتة لفريق صنديد قوي، وتفاعل الكل معنا من المنظمين والمتطوعين وشهدنا تعاطفاً كبيراً للوفد الأردني آن ذاك.

"طبخة فاصوليا بيضا" أصبحت وجبة أتفاءل بها ومفضلة لدي لأني كنت أتناولها لحظة تسديد سفيان عبدالله لضربة الجزاء الأخيرة أمام العراق بدورة الحسين وكنت طفلاً في العاشرة من عمري، وأطلقت معها الاحتفالات بلقب كان مميزاً ومن قلة التتويجات التي حصلها منتخبنا الوطني.

أذكر جيداً مباراة الوحدات أمام النصر في عمان وكيف تمسمرت الجماهير قبل ساعات، وقلب نجوم الأخضر النتيجة على العالمي رغم الفوارق، وأذكر ملحمة المريخ السوداني وكيف غادرت الجماهير وعادت بعد الهدف الثالث، وغيرها الكثير.

أذكر بطولة نجوم الفيصلي في نهائي سطيف، وكيف قابوا قوسين أو أدنى، وما فعلوه من تاريخ في مصر، وكيف حرمهم الحكم من التتويج أمام الترجي، وصنعوا ما لم يتسطع الكثيرون فعله بالتغلب على الأهلي في مواجهتين من العيار الثقيل، ولحظات تتويج الزعيم بكأس الاتحاد الآسيوي.

ما فعله شباب الأردن، عندما استطاع قنص لقب بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، وغيرها الكثير من المحطات الفارقة للكرة الأردنية.

بالعودة للوحدات، فإني لن ألتفت للأمور الفنية فلها أهلها، ولكني أملك شبه إيمان بأن الأمر معلقٌ في قلوب اللاعبين قبل قلوبهم، بما يؤمنون به، باستذكار أصوات المشجعين ودعواتهم مع كل كرة يركلونها، بارتداء ثوب العزيمة، فالنشامى لطالما كانوا في الموعد، عليهم استحضار مشاهد الجماهير التي كانت تنتظر على البوابات وتحت أشعة الشمس، فكل ذلك من أجلهم، والأهم الارتباط روحياً بالشعار المرسوم على جهة القلوب.

باختصار كما تريدهم الجماهير عليهم أن يكونوا .. زلام بالملعب


 

عدد المشاهدات : [ 3588 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .